كان محل إهتمام الجميع.. الكل يحبه ويسأل عنه.. الجميع يهتمون به ويخافون عليه..
الجدة تهاتفه يوميا..والخال يصطحبه بين الحين والآخر لشراء الحلوى.. والأب يعانقه لحظة دخوله المنزل ويسأل عنه دوما في عمله..
لقد بدأ كل هذا الإهتمام يتلاشى شيئا فشيئا لحظة قدوم هذا الصغير إلى المنزل..
أصبحت الأم دائما منشغلة عنه.. وجل إهتمامها ذهب إلى هذا الصغير.. وحتى الجدة أصبحت لا تسمح له بحمله أو حتى تقبيله..!!
أصبح هذا الطفل بلا قيمة في نظره بمنزله، الكل يسأل عن المولود الجديد وينتظرون منه بسمة والتي لا تحصل إلى قليلا وبالصدفة أحيانا.
إن كل الأطفال يشعرون بالغيرة بمجرد مجيء طفل جديد إلى العائلة، لأنهم يستشعرون خطر فقدان مركز العناية والإهتمام الخاص بهم..فعندما يكون الطفل محل إهتمام الجميع ورعايتهم له وتلبية طلباته فجأة يجد نفسه قد فقد هذه الأهمية وإتجهت الأنظار والعناية إلى شخص آخر هو المولود الجديد.
لذلك نجد كثيرا من الآباء والأمهات يعانون من هذه المشكلة ويجدون أنفسهم بين نارين.. الإهتمام بالمولود الجديد وإعطاؤه الحنان والوقت الكافي من الرعاية وبين الطفل الأكبر ومحاولة تجنيبه الإنتكاسة والغيرة من أخيه الأصغر.
إنه من الطبيعي أن يغار الطفل من المولود الجديد وقد يمثل دور الصغير في بعض الأحيان فيطلب الحليب في قنينة كما يفعل المواليد، وقد يبلل نفسه أحيانا ويبكي ويحاكي تصرفات الصغار.
وأحيانا تكون الغيرة لها نواحي إيجابية فقد تكون حافزا للتفوق والنجاح إذا ما زاد الأمر عن حده.
وينبغي للأم أن تهيأ طفلها لإستقبال المولود الصغير أثناء فترة الحمل وأن تخبره بقدوم طفل صغير، وأن تجعله يتحسس حركات الجنين، وحبذا لو جعلته يساعدها ويشاركها في إختيار ملابس المولود القادم وشراء أغراضه، وأن تقرأ لطفلها بعض الكتب التي تتحدث عن المواليد وكيفية العناية بهم، وأن تخبره أيضا أنها في حال الوضع ستذهب للمستشفى وتمكث فيه يومين على الأقل وسيبقى هو مع الشخص المناسب للعناية به.
ومن المهم أيضا أن يكون إنتقال الطفل الأكبر من غرفة والديه إلى غرفة مستقلة قبل مجيء الصغير بثلاثة أشهر على الأقل.
وأثناء مكوث الأم بالمستشفى ينبغي لها أن تحدث طفلها يوميا في الهاتف، وأن تجعله يزورها هي والمولود في المستشفى إذا كان النظام يسمح بذلك.
وينبغي أن تراعي الأم ألا تحمل مولودها لحظة دخولها المنزل وأن تجعل شخصا آخر يحمله وأن تقبل الطفل الأكبر وتعانقه وتجلس معه وتتحدث معه عن الأيام التي قضاها دون أمه وأن تمتدحه على حسن تصرفه وحبذا لو كافأته بهدية يحبها.
وفي كل الأوقات يجب على الأم أن تهتم بالطفل الأكبر وأن تعطيه وقتا كافيا للحديث معه وإعطاءه قدرا كافيا من الحب والحنان، وفي نفس الوقت لا تهمل الصغير وأن تقبله أمام غيره وتسمح للطفل بتقبيله وتشعره أن هذا أمرا عاديا، وأن تشير إليه بالطفل المحبب وأنه صديق للطفل حينما يكبر بإذن الله، ومن المهم ألا تسمح الأم لطفلها أن يمس المولود بأذى وأن تتدخل على الفور عند صدور سلوك عنيف من الطفل.. وأن تتقبل السلوك الرجعي له مثل مص الإبهام أو التشبث بالأم وغير ذلك.
الكاتب: سمية السحيباني.
المصدر: موقع رسالة المرأة.